المغرب … بين عجز المؤسسات ورهان الشارع

103

 

استعانت الحكومة المغربية في مواجهة نضالات الاساتذة المتدربين ،بقاموس سنوات”الجمر والرصاص “التي عرفها المغرب في سنوات السبعينات والثمانينات والتي من سمتها نشر الرعب والتخويف ، فبعد استعمالها للغة “العصا” الغليظة  في مواجهة مطالب الاساتذة ،عادت مرة أخرى الى استعمال لغة الوعيد والتهديد حيال الاساتذة بعد اصرارهم على تنظيم مسيرة مليونية في قلب العاصمة المغربية الرباط ، ترجمت الحكومة تهديداتها بمنع مجموعة من أساتذة المراكز من التوجه الى الرباط  أمس البارحة في خطوة أثارت شجب الجمعيات الحقوقية ، بعد كل هذه الممارسات ، واصل الاساتذة اصرارهم ونظموا هذه المسيرة التي حضرها الالاف صباح اليوم الاحد 24يناير2016  بالعاصمة الرباط ، في تحدي صارخ للغة المنع والتخويف ، مسيرة رفعت شعارات قوية تحذر من مغبة الاستمرار في الظلم فهو مؤذن بخراب العمران كما قال ابن خلدون .

102

صورة معبرة لمشاركين في مسيرة اليوم

                                                                         تغطية فرانس24 للمسيرة

فأي وزن باقية لهذه الحكومة بعدما تحدى الالاف قراراتها ، وأية مصداقية لازالت لمؤسسات عاجزة عن القيام بواجبها في تأطير الاحتجاج والقيام بدور الوساطة بين الدولة والمجتمع(النقابات+الاحزاب+البرلمان) وأي معنى لحكومة تصم آذانها عن مطالب فئات واسعة من الشعب وغير مكترثة بصراخهم ، ان رهان في المغرب اليوم أصبح على الشارع لتحقيق المطالب ، ألم يفعلها الطلبة الاطباء حين نزولوا الى الى شوارع  العاصمة وحققوا مطالبهم ،ألم تكن حركة 20 فبراير بمسيراتها عبر ربوع الوطن المختلفة  سببا في تغيير الدستور وفي استعادة الشعب لبعض حقوقه، فمتى يستفيق مسؤولونا قبل فوات الأوان ألم يقولوا “إذا أهين المعلم أهين الشعب وديست كرامته”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *